يفترض أن العنوان قد وضح طبيعة الحالة الي نمر بها كفلسطينين “محدش فاهم حاجة في أي حاجة”، نعم يا سادة فالقضية لم تعد قضية واحدة والشعب لم يعد شعباً واحدا ً فكما أن هناك تنظيمات مقتسمة البلد هناك شعب لا يعلم ماذا يريد الأن ولا يفكر في قضيته وحقوقه لأن هناك ما يشغل البال أكثر وهذا ما غنمناه من تنظيماتنا الأبية فرقة المنهج ثم فرقة الصف فالقضية والكل يتغنى بشرف فلسطين وهي منهم براء .
ملاحظة : الي فاهم حاجة يردني !!
الشباب الفلسطيني والتحديات الراهنة
كان هذا عنوان ورشة عمل أقامتها الحركة الشبابية الماليزية الفلسطينية بالتعاون مع منتدى الشرق وحل بها ضيوف من 20 دولة عربية وإسلامية من القيادات الشابة حيث دار النقاش حول تحديات الشباب الفلسطيني في المشاركة السياسية والاجتماعي والاقتصادي والتعليمية وآفاق الحلول وتطرق بعض الشباب حول تجاربهم في بعض الدول العربية إضافة إلى تركيا وكانت ورشة مميزة، أحببت هنا أن أضيف رأيي الشخصي أن من تلك التحديات هو التبعية الفصائلية في اتخاذ القرارات والتي تمنع صعود القيادات الشابة، ضمن النقاش الدائر في هذا الموضوع ذكر الأستاذ أدهم أبوسلمية ” الشباب الفلسطيني يفكر ويخطط لكن عند التنفيذ يقف ” انتهى كلامه. لماذا عند التنفيذ يقف؟؟ هنا أنا أرجع أحد وأهم الأسباب إلى التبعية الفصائلية حيث يقف الأمر للبت في تلك القرارت عند قيادات الفصائل وكل على حسب مصلحة فصيله يقرر ولا ننسى ذكر أن غالبية الشباب الفلسطيني منظمين داخل الفصائل الفلسطينية ولهذا التأثير الكبير، الشباب الفلسطيني به كثير مما يؤهله لقيادة المرحلة القادمة وهناك العديد من النماذج الفاعلة والمؤهلة في الشارع الفلسطيني وهي قادرة على إدارة المرحلة القادمة وقيادتها دون الرجوع إلى قيادات الفصائل التي أشبعتنا حوارات ومؤتمرات وجلسات لا تسمن ولا تغني من جوع، باعتقادي الشخصي الشباب الفلسطيني بحاجة للجرأة في اتخاذ القرار ليس أكثر.
مشاريع الإسكان القطرية مجرد استشمار
بعد الحرب على غزة عام 2008-2009 تبنت عدد من الدول إعمار قطاع غزة وذلك نتيجة للأضرار الهائلة في البنية التحتية والمباني والأراضي الزراعية وغيرها إلا أن الحصار المفروض على قطاع غزة حال بين تلك الدول وبين عملية الإعمار وهذا أمر واقع حيث أن الاحتلال الإسرائيلي قام بحصار غزة من جميع الاتجاهات الشمالية والشرقية والغربية وأعطى أوامره لمصر في زمن مبارك من الجهة الجنوبية وبذلك أحكم الحصار ومرت غزة بأيام عجاف إلى أن الحاجة أم الاختراع فقد قام الفلسطينين بما هو مشهور اليوم “الأنفاق” والتي استخدمت لتهريب البضائع والمواد اللازمة للقطاع من أجل الصمود ومرت بنا الأيام إلى أن بدأت الثورات العربية وسقط نظام مصر حامي الحدود للاحتلال الإسرائيلي من الجهة الجنوبية للقطاع فكانت قطر أول من بادر بعملية كسر ما يسمى بالحصار السياسي بزيارة أمير قطر لغزة ومنها أعلن بدأ عملية إعمار القطاع والتي كلفت قطر ما يزيد عن 400 مليون دولار وبدورها قامت الحكومة الرشيدة في غزة بالعمل الدؤوب من أجل بدأ إعمار قطاع غزة ولكن هنا لنا الكلمة إن نظرنا قليلاً في ما تسميها قطر والحكومة في غزة “المنحة القطرية” ، المشاريع التي تعمل عليها الحكومة وتقوم بتسوقيها في دول الخليج وغيرها ما هي إلا استثمار تقوم به والمستفيد النهائي هي الحكومة والحكومة وحدها ، الشروط التي وضعتها الحكومة مع لجنة الإعمار القطرية هي كالتالي :
1. أن يكون مواطناً فلسطينياً ويبلغ الثامنة عشرة من عمره على الأقل .
2. أن يكون متزوجاً أو معيلاً لأسرة .
3. ألا يتوفر للمنتفع أو زوجته أو أحد أفراد أسرته القصر مسكنا خاصا بهم تزيد مساحته عن 100 متر مربع أو قطعة أرض فضاء صالحة للبناء تزيد مساحتها عن 175 متر مربع .
4. ألا يكون المنتفع أو زوجته أو أحد أفراد أسرته القصر قد استفاد سابقا من أي مشروع إسكان.
5. أن يتوفر لديه كفيل واحد حكومي إذا كان موظفا حكومياً أو كفيلين حكوميين إذا لم يكن موظفا حكوميا.
6. أن تتوفر لديه القدرة المالية على دفع الدفعة المقدمة والأقساط الشهرية حسب شروط الوزارة وعلى أن يتم تسديد القسط الأخير قبل بلوغ سن الستين.
– أسعار الشقق والأقساط :
1. 100م2 = 30,000 $
2. 150م2 = 35.000 $
3. 130م2 = 40.000 $
مشاريع الإسكان التي تقدمها الحكومة ليست منحة للمواطنين الفلسطينين بل للحكومة في غزة وهذا ما هو ظاهر تماماً حيث أن الحكومة والممثل لها في هذا الشأن وزارة الأشغال العامة والإسكان ذكرت أن عائدات المشاريع مصيرها كالتالي: “المبالغ التي يتم استردادها من ثمن الشقق توضع في صندوق للإسكان؛ بحيث يتم الاستفادة منها في تمويل مشاريع جديدة للإسكان لخدمة أسر جديدة” والمستفيدون منها هم فقط أصحاب الدخل من هم قادرين على سداد ثمنها وللعلم أيضاً يجب أن يدفع مقدم لتلك الشقق ما بين 5000-8000 دولار ويتم سداد شهري ما بين 100-300 دولار وبهذا نجد أن الأسر الفقيرة والتي لا تجد لها أي دخل أو مأوى غير مذكورة على الإطلاق في هذه المشاريع أتسأل هنا هؤلاء البشر الغير قادرين على تسير أمور حياتهم من طعام وشراب ومأوى كيف سيتدبرون الوظيفة التي يجب أن يقدموها للحكومة كأثبات على أنهم قادرين على الدفع والمبلغ المقدم التي تريد للمواطن أن يدفعه والأقساط التي تصل إلى 300$ شهرياً وهل من عنده مثل هذه المواصفات يحتاج إلى تلك المشاريع “الله أعلم” .
سيري حكومتنا الرشيدة يرعاك الله
زمن الشيخ والختيار
الكثير من الناس يذكرون زمن الشيخ أحمد ياسين والرئيس أبوعمار على أنه أفضل من الأن وأنهم لو كانوا موجودين لما حصل ما حصل وأن ما حدث في العام 2007 هو جديد على الفلسطينين لكن هنا أنظر بنظرة مختلفة تماماً قد يؤيدني فيها البعض وقد يردوا إلي ما أقول، زمن الشيخ والختيار لم يكن أحسن حالاً من الأن إلا أن موازين القوة والسياسة كانت تختلف وبذلك اختلفت الظروف والصور، ما قبل استشهاد الشيخ أحمد ياسين وأبوعمار كانت القوة والسياسة في يد حركة فتح ممثلة بأبوعمار وكانت حماس ممثلة بالشيخ أحمد ياسين في حالة ضعف على الأرض سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، هناك من لا يحب مثل هذا الحديث وهذه المقارنات ولكن لكي لا يقول أحد أن زمنهم أفضل أذكر أن في زمن وجود أبوعمار كان الشيخ أحمد ياسين تحت الإقامات الجبرية وكانت جيبات المخابرات والأمن الوقائي لا تفارق الشوارع ليلاً خصوصاً ما يؤدي منها إلى أماكن المرابطين ناهيك عن الاعتقالات التي تمت بحق المقاومين عامة وليس الحديث هنا عن حماس وحدها، أحداث الـ 96 التي تم فيها اعتقال كل من له علاقة بحماس و الجهاد الإسلامي ولن أتحدث عن صور الهمجية والوحشية في التعذيب التي تمت بحقهم لكن ما الذي اختلف ولماذا لا يذكر الناس هذا الكلام في ذلك الوقت كانت الفصائل الإسلامية لا تمتلك الإذاعات ولا الفضائيات ولا حتى القدرة على التحدث أمام الإعلام ولم يكن لهم تمثيل سياسي داخل سلطة أوسلو فكانت القوة من النواحي الإعلامية والعسكرية والسياسية في يد أبوعمار وفتح لذلك لم نسمع لغيرهم صوت أما الأن فلن أتحدث عن الإذاعات والفضائيات وعدد الناطقين باسم الفصائل غير أن الذي لم يتقبله الطرف الأخر هو نجاح حماس في الانتخابات التشريعية بأغلبية وتشكيلها للحكومة هنا بدأت المشكلة وهنا لن أذكر ما أعرف وتعرفون لكن هنا أحب أن أذكر أن هذا الوقت موازين القوة فيها متكافئة بعض الشيء الأمر الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم، زمن الشيخ والختيار لم يكن أفضل من الأن والأن ليس أفضل من السابق ولا نعلم ما تخبئه لنا الأيام.
التنظيمات الفلسطينية سبب نكسة القضية
قامت تنظيماتنا الفلسطينية على أُسس وطنية وجهادية مقاومة لتحرير الأرض المقدسة من دنس الاحتلال ورغم أن الجميع قدم تضحيات لا يمكن للزمن أن يمحوها أو ينساها إلا أنها وقعت في شباك ومكر المحتل فقد نفذت مخططه دون شعور منها بذلك على الرغم من أن البعض قدم الكثير للاحتلال عن قصد متناسياً القضية ، المخطط الصهيوني الذي يسعى للنيل من الشعب الفلسطيني بتقسيم أرضه وتفريق شعبه ولفت النظر عن أفعاله الإجرامية ووضع حدود وسياسات بين التنظيمات الفلسطينية والاحتلال الصهيوني قد نجح ، قطاع غزة مع بداً دخول حركة حماس الانتخابات كانت الفرصة التي اغتنمها الاحتلال لتنفيذ مخططه والتي قد تكون هي الملهم لمسار مخططه البشع فكان ما كان من أحداث أدت في النهاية إلى الانقسام وتقسيم الأرض فالواقع الآن قطاع غزة جزء مستقل في قراره وتسير أمورها وكذلك الضفة الغربية مستقلة بقرارها وتسير أمورها ناهيك عن المناكفات السياسية ما بين الطرفين الفلسطينيين الممثلين بحركتي حماس وفتح ، في الحديث عن أوضاع قطاع غزة فالحصار قد أنهك قواها وشل حركتها وقسمها أيضاً ما بين مواطن راضٍ وبين أخر مرغماً ولكن في النهاية كل أنظار الغزيين موجهة نحو حكومة المقاومة وكيف ستلبي متطلبات المعيشة للمواطنين من رواتب وغذاء ودواء فأصبح كل اهتمام الشارع الغزي بالحصار المفروض كما هي العبارة المنقذة للحكومة في غزة ، أنا لست من المريخ أو القمر أعلم أن حكومة غزة قدمت ما قدمت وضحت بما فيه الكفاية وأن غزة أرض عنيدة عتيدة لا يمكن للمحتل أن يطأها بسهولة ولكن كيف تسير الأمور ، هدنة على أرض الواقع ترد المقاومة في غزة عندما يتم استهداف القطاع فقط ولا تستطيع ان تدافع عن شبرا خارج قطاع غزة إلا بالتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع فغير هذا قد يكلف الحكومة ما لا طاقة لها به وهذه سياسة الاحتلال الناجحة في تحجيم المقاومة في قطاع غزة ، أما الضفة الغربية فكانت حكومة المفاوضات تترجم أجندة ومخطط الاحتلال على أرض الواقع فقد أفرغت المنطقة من رجال المقاومة فهم ما بين الأسر عن طريق سياسة الاعتقالات السياسة والتي هي بالتناوب ما بين حكومة الضفة والاحتلال والإبعاد الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق المجاهدين وهذا ما يؤكده الناطق بلسان الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بالإضافة إلى غلاء الحياة المعيشية بشكل لا يطيقه المواطن فأصبحت الضفة الغربية كل همها تيسير سبل عيشها والحفاظ على مصدر رزقها والمقاومة في تلاشي حتى أننا نكاد لا نسمع عنها شيء وهذا أيضاً نجاحا للاحتلال في اشغال الضفة فيما يلهيها عن المدينة المقدسة ، القدس هي الحكاية منها البداية وإليها النهاية المخطط الصهيوني لجعلها يتيمة منفردة وحدها ليس هناك من يحميها أو يدافع عنها إلا بالشعارات الزائفة أو التصريحات الهرمة بالشجب والاستنكار فالقدس كل يوم تهود في كل يوم تقترب الأنفاق أكثر في كل يوم مواجهات مع المقدسيين المرابطين في كل يوم تهدم بيوت وتباع أرضٍ في كل يوم محاصرة لأحياء القدس واعتقال للمقدسيين حتى وصل الأمر إلى أن يتم اقتحام المسجد الأقصى من قبل الجيش الصهيوني وقواته الخاصة دون أن نسمع أن تنظيماً فلسطينياً قام بعمل مقاوم لسياسة المحتل في القدس أو لاقتحامه المسجد الأقصى ولا ننسى أن الانتفاضة الثانية قامت بسبب دخول شارون مع مجموعة من الصهاينة المسجد الأقصى ، اليوم وكل يوم يتم اقتحام الأقصى من الجيش والمستوطنين فأين أنتم يا تنظيماتنا الوطنية هذه سياسة الاحتلال في تقسيم الأرض وتفريق الشعب ، لكل هذا وأكثر أقول أن التنظيمات الفلسطينية سبب نكسة القضية أعلم أن ما أقوله لا يحلوا للكثيرين لذلك أتسائل مع كل الاحترام لحكومة المقاومة في غزة وحكومة المفاوضات في الضفة كم شبراً من الأرض أعدتم؟ وكم صهيونياً مغتصباً طردتم؟